المؤتمر العالمي للمكتبات والمعلومات الــ 80 في ليون بفرنسا



ابتعث وزارة التربية والتعليم مجموعة من المتخصصين في مصادر التعلم للمشاركة في المؤتمر العالمي للمكتبات والمعلومات ( الإفلا ) الثمانون والذي أقيم في فرنسا ( ليون ) خلال الفترة من 16/8/2014م إلى 22/8/2014م
تحية شكر نقدمها لمعالي مديحة الشيبانية وزيرة التربية والتعليم الموقرة
ولسعود البلوشي وكيل الوزارة للتخطيط التربوي 
على المساهمة في تسهيل المهمة الرسمية إلى فرنسا
حيث التقينا خلالها نخبةً من المتخصصين في مجال المكتبات والمعلومات وقد قُدر عددهم بأكثر من 3500 مشارك من 100 دولة ، كانت لحظات رائعة أن يشارك سبعة من عُمان من وزارة التربية والتعليم في المؤتمر ، والعنوان العريض للمؤتمر كان ( المواطنون والمكتبات والمجتمعات : ملتقى المعرفة ) هو الشعار الذي اتخذته الإفلا لــ 2014م.

وقد سطرت رئيسة الإفلا ( سينيكا ) في كلمتها التي ألقتها خلال افتتاح فعاليات المؤتمر عبارةً في أربع كلمات ( مكتبات قوية مجتمعات قوية ) اختصرت فيها الهدف من هذا اللقاء وقالت بأنه من المصادفة الجميلة أن يقام المؤتمر تزامناً مع عام المكتبات في ليون ، كما ركزت على إتاحة المعلومات خصوصاً للمعاقين وتعددية المعلومات وديمقراطية المعلومات كما نص إعلان الأمم المتحدة في هذا الصدد.

وقال المتحدث ( برنرت سيجنال ) محذراً بأن عصر الكتب ربما يندثر في المستقبل القريب وأن العالم أصبح اليوم يتجه للمصادر الرقمية وأعطى مثالاً لجورج باتاي وهو أول من فكر في إنشاء مكتبة عالمية عن الحيوانات متعددة الوسائط وذلك كمثال للمصادر الرقمية ، وأضاف أن المستقبل هو حلقة من الماضي داعياً الجميع إلى إعادة اختراع الشبكة العنكبوتية بما يتلاءم مع العصر الذي نعيش فيه.اهتمام غير طبيعي من جانب المشاركين لحضور فعاليات المؤتمر هم يتحدثون عن عالم هدفه إتاحة المعلومات ، وقد تكلم أحد المحاضرين بأسف عن إحراق مكتبة كاملة في بغداد بسبب السياسة وأيضاً في جنوب أفريقيا حدث ذات الشيء مطالباً المكتبيين بالابتعاد عن السياسة ، فالحرق المتعمد للمكتبات ليس شيئاً جديداً ولكن الغريب أن هذا وقع أيضاً في الغرب مثل فرنسا حيث أدت الهجمات إلى تعطيل التفكير العلمي لـــ 70 مكتبة.

تم انتخاب رئيسة جديدة للافلا هي ( دونا 
scheeder ) التي قامت بسحب اسم الفائز بتسجيل مجاني في مؤتمر الإفلا 2015 المقرر انعقاده في كيب تاون في جنوب أفريقيا علماً بأن المؤتمرات السابقة واللاحقة ستكون في :


2012 في فلندا
2013
في سنغافورة
2014
في فرنسا
2015
في جنوب أفريقيا
2016
في الولايات المتحدة الأمريكية


مفاجأةً رائعة من الجمعية العمومية بأن تعلن بأن مؤتمر الافلا في 2016 سيقام في أوهايو في الولايات المتحدة الأمريكية ، أناس يخططون للمستقبل تخيلوا حتى أوراق العمل لمؤتمر جنوب أفريقيا لعام 2015 جاهزةً من الآن وأيضاً تفاصيل التسجيل لن أتكلم عن الجهد البشري لإقامة مؤتمر في هذه السنة ولكني منبهر بأن المؤتمر القادم جاهز من الآن والتخطيط الآن للمؤتمر الذي يليه في 2016م ، عقول بشرية تفكر في الانتاج والتطوير ، أغلب وزراء فرنسا أرسلوا بكلمة ترحيب للمشاركين في المؤتمر يبرز هنا مدى الاهتمام بالمكتبات والعمل على تطويرها.

معلومة : مؤتمرات الإفلا القادمة :2015 في أفريقيا
2016 
في أمريكا الشمالية
2017 
في أوروبا
2018 
في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي
2019 
في أوروبا


لن أتكلم عن أوراق العمل العديدة ومن أراد الرجوع إليها بإمكانه الدخول إلى موقع الإفلا على الرابط التالي :conference.ifla.org/ifla80
علماً بأن هناك تطبيقاً على متجر play يحمل عنوان WLIC 2014 بإمكانكم تنزيله على هواتفكم تجدون فيه كل أوراق العمل ، والآن سوف أختصر بعض أوراق العمل التي كانت مختصرة حين تم عرضها علينا لأتحدث بشكل مبسط عن ورقة العمل التي تناولت موضوع الخدمات السحابية في المكتبات Cloud services for libraries فالعالم يتسارع الآن والمكتبات لا بد أن تواكب التطورات التي تحصل في مجال تقنية المعلومات.
لمزيد من المعلومات عن السحابية الرجاء زيارة الموقع التالي :This site
كان عنوان ورقة العمل : مخاطر الانتقال للسحابة وقد حاضرت ( فاطمة من إيران ) متحدثةً عن فوائد الحوسبة السحابية في المكتبات حيث أنها :*أنها تعمل على خفض تكاليف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات
*
تعمل على زيادة المؤشرات الإنتاجية العامة ( الوقت-الطاقة-القوى العاملة )
أما المخاوف من استخدامها فتلك التي تتعلق بالتهديدات لأمن المعلومات ، مع ذلك سيكون تطبيق الحوسبة السحابية ذات فائدة بالنسبة لخفض التكاليف ، وقد تم تطبيق تلك التقنية في المكتبة الوطنية في إيران.
ورقةٌ أخرى كان عنوانها المكتبات تنتج مواد للقراءة لأطفال الريف القراء في بوركينا فاسو )
Libraries creating reading material for rural children readers in Burkina Faso
قدم لهذه الورقة المحاضر مايكل كيفاني ناقشت الورقة القلق المتزايد في أفريقيا على عادات القراءة وثقافة القراءة من وجهة نظر المجتمع للمكتبات الريفية الصغيرة وذلك سعياً لتحسين ورفع مستوى القراءة ، ومن تجربة أصدقاء القرية لمكتبات أفريقيا ( مجموعة متطوعون ) أن القراء الشباب لديهم استجابة واقبال على الكتب المنتجة محلياً من حيث المواضيع التي تتناولها وتمس السكان المحليين ، وقد كانت لها مبادرتين هما :




*انتاج الكتب المصورة
*
انشاء مركز إعلامي صغير في بلدة Hound'e
قد اعتمد فريق الانتاج على الماسح الضوئي وطابعات الليزر لإنتاج الكتب حيث يقرؤها المجتمع القروي ، فالأدوات المستخدمة في إنتاج كتب الصور كانت بسيطة نسبياً الأداة الأولى والأساسية هي كاميرا رقمية قادرة على التقاط صور عالية الجودة ، تصميم وتكوين الكتاب كان بسيطاً بعض الشيء حيث استخدمت برامج مثل البوربينت وميكروسفت ببلشر وأدوبي إن ديزاين ، من التحديات التي واجهها فريق العمل تمثل في إدارة وتنظيم الملفات الرقمية حيث أنها بحاجة إلى حاسوب قوي ، وبالنظر إلى صناعة الكتاب في بوركينا فاسو يعد مشكلة فمعظم الناس يفتقدون الكاميرا والذي يعينهم على انتاج مثل هذه الكتب المصورة وبطء شبكة الإنترنت تمثل التحدي الأكبر لديهم.
نماذج من الكتب التي تم إنتاجها :-

في إحدى قاعات المؤتمر تم مناقشة الدليل الإرشادي للمكتبات المدرسية الذي يصدره اليونسكو حيث عمل قسم المكتبات المدرسية في الإفلا على تنقيح النشرات التوجيهية في الدليل في 2002م ، حيث تم أخذ ملاحظات المشاركين بتقسيمهم إلى مجموعات كل مجموعة تدون ملاحظاتها على جزئية معينة من الدليل وذلك لرفعها إلى مجلس إدارة اليونسكو.

ورقة عمل أخرى تحدثت عن دراسة لمشروع رقمنة الصحف في الدنمارك ، حيث تم رقمنة حوالي 32 مليون من صفحات الجرائد على مدار 3 سنوات ، الغرض من المشروع هو تمكين المستخدمين من البحث وقراءة الصحف الرقمية على الانترنت حيث تم رقمنة الجرائد بتقنية الميكروفيلم ولضمان الجودة في العمل وضعت خطة بحيث يتم الانتهاء من 50000 صفحة في اليوم بواقع 1 مليون صفحة شهرياً وذلك لكي تتمكن المكتبة من الاستغناء عن 32 مليون صفحة مخزنة عفا عليها الزمن.
ورقة أخرى تحدثت عن قياس نتائج التعاون بين المكتبات العامة والمدرسية في هولندا ، أتساءل هنا ما هو حجم التعاون هنا في سلطنة عمان بين مراكز مصادر التعلم والمكتبات العامة ؟ وهل هناك فعلاً تعاون وتكاتف بين الإثنين؟ ما المانع أن يتفرغ أصحاب التخصصات في المكتبات والمعلومات للنهوض بمستوى المكتبات العامة وتنظيم تلك المعرفة الموجودة في الأرفف بدل الاجتهادات الفردية من أمناء المكتبات العامة الغير متخصصين والذين يفتقرون للخبرة الكافية للتعامل مع المجموعات التي يمتلكونها ، لا نريد أن نقول أن المكتبات العامة فقدت التأثير في المجتمع أو أنها أصبحت لا تجذب أحداً ، نحن نتحمل جزءً من المسؤولية إذا ما أغلقت المكتبات العامة.
ما أعجبني في المؤتمر التبسيط في الاجراءات فعند استلام شهادات المشاركة في المؤتمر تمرر فقط بطاقتك التي عليها الباركود الخاص بك على الآلة لتخرج لك الشهادة موقعة ومختومة في ثواني معدودة فلا مراسم ولا احتفالات ولا تجمع لكبار الشخصيات ولا لتك الرسميات ، سرعة في الاجراءات بعيداً عن التعقيد.

في المعرض المصاحب لمؤتمر الإفلا حكايةٌ أخرى رأينا بأعيننا أين وصل العالم في مجال المكتبات والمعلومات ، فعن ماذا أتحدث؟ هل أتحدث عن الشركات التي تصمم لك شكل المكتبة المدرسية حسب حجمها بتصاميم جذابة ؟ إني أناشد من بيده القرار أن يغبر الشكل الحالي لمراكز مصادر التعلم إبتداءً من أرضية المركز وألوانه وأثاثه ورفوفه وإدخال آخر ما وصلت إليه التكنولوجيا لا نريد أن نغرد خارج السرب ، شركات توفر لك أدوات لتجليد الكتب بتقنيات جديدة تجعل من الكتاب أكثر ديمومةً ، شركات همها الأول راحة القارئ فتقدم له تقنية خاصة للقراءة بحيث يجلس في كابينة عازلة للأصوات مع أنها مفتوحة لتعطي للقارئ مساحة للاسترخاء مبحراً في كتابه ، شركات تقدم قواعد بيانات وما أكثرها ليزداد العالم معرفةً ، شركات اخترعت آلة تتيح لك اختيار كتاب معين فقط تضع ثمن الكتاب ليخرج لك على شكل 
DVD وإذا أحببت استعارة الـــ DVD فالمجال مفتوح ولك حرية الاختيار ، وغيرها الكثير والكثير أي عالم نعيشه نحن وبعيدون كل البعد عنهم ، لماذا لا نتعامل مع تلك الشركات العالمية في تجهيز مراكزنا علماً بأن الشركات الصينية التي نعتمد عليها لا وجود لها في أركان المعرض حيث تجد هناك فقط الجودة الأوروبية والأمريكية.

في اليوم الأخير تضمن جدول الأعمال زيارات لمكتبات ليون حيث تمت زيارة مكتبة جامعة ليون.



ذكريات لا تنسى:

لن ننسى ذلك التكاتف من قبل من شارك في المؤتمر العالمي للمكتبات المعلومات ونخص بالذكر سليم اليعقوبي الذي أحدث انطلاقة وبداية لعهد جديد لمشاركة أخصائيو مصادر التعلم في المؤتمرات العالمية والإنجاز الرائع باختيار سبعة متخصصين لحضور المؤتمر لأول مرة واقناعه للمسؤولين بأهمية المشاركة في مثل هذه الفعاليات ولا ننسى أيضاً الدور الذي لعبه أحمد الحداد في تسهيل الحصول على التأشيرة ، رحلة ليون فرنسا قد انتهت ، استعدوا للرحلة القادمة إلى كيب تاون في جنوب أفريقيا في أغسطس 2015م ، نصيحتي أن لا تفوتوا الفرصة عند ترشيحكم ، وداعاً ليون مدينة التاريخ مدينة النهرين مدينة الخضرة والطبيعة الساحرة والطقس الرائع والابتسامة التي لا تفارق الفرنسيين ، أترككم مع الصور


ليست هناك تعليقات:

التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها في الموضوع

أشر إلى المصدر عند النقل. يتم التشغيل بواسطة Blogger.