مقالات رائعة عن الكتاب


 
مقالة رائعة عن الكتاب بقلم (( مريم الحساني )) كاتبة من الإمارات
تتحدث فيها عن الكتاب بأسوب أدبي جميل وراقي أعجبني فأحببت أن أنقلها إليكم

الكتـــاب

 
تملكني ذات مرة نزوة قادتني نحو كتب والدي، فجلست أنزلها من على الرفوف وأضعها على الأرض، وكأنني كنت سأقرأها جميعاً. جلستُ على الأرض، وبدأت بفتح كتاب تلو الآخر, منها عن نوادر العرب وشعرهم الغزلي وحياتهم الاجتماعية، وهناك الاقتصادي والتراثي وغيرها من الكتب التي زخرت بها مكتبته. ظللت على هذه الحال حوالي ثلاث ساعات، وأنا أقفز من كتاب إلى آخر.
كانت بالنسبة لي نافذة إلى عوالم غريبة، وكأن كل كتاب يخبر عن نفسه بأنه أعجوبة من العجائب، وبأنه غيب محجوب إلا لقليلٍ من الناس. وبينما أنا على هذه الحال جاء صوتٌ يحدثني، فالتفت إليه أسأل عما يريد، أجابني أنه يتساءل ما الذي أحضرني إلى هنا؟ ولماذا الكتب ملقاة على الأرض؟ كان صوت أبي. أجبته أنني جئت لأقرأ، فجلس بجواري وامتدت يده إلى الكتب. تناول أحدها ونظر إليه نظرة العاشق -الذي قرأت عنه في الكتب- إلى حبيبته، فالتفتَ وقال: بنيّتي! ما هكذا تقرأ الكتب، عليك اختيار كتاب ثم قراءته حتى نهايته، فلا يمكن أن تعرفي وتحكمي وتستفيدي من الكتاب حتى تصلي إلى آخر صفحة فيه. عليك بالتزام آداب القراءة، فسر نجاح هؤلاء العظام الذين أنجزوا هذه الكتب التي أمامك أنهم استمعوا جيداً إلى ما يقوله الآخرون، فاستقاموا إلى عقولهم يحدثونها ويبحثون ويستمعون إلى ما تقول، فترجموها إلى أن أصبحت بعد ذلك سبيلا لتهذيب البشرية، وقانوناً للحفاظ على أحوالها المتقلبة. عليك يا ابنتي الوقوف إجلالاً لهؤلاء العظماء، بأن تسمعيهم جيداً عندما تقرئين دساتيرهم، فنعم لقراءة يدخل النور فيها إلى ثقوب العقل ليمتصه ويصنع منه غذاءه كالنبات الأخضر، وبئس لقراءة الجهل يدخل النور إلى العقل فيرتطم بأرضه الصماء ليتشتت ويضيع بعد ذلك.
بنيّتي! الكتاب هو الباب الذي يقودنا إلى جنة العلم ونعيمها، والفرار من جحيم الجهل ودَركاته، فإن هذا الحرير الأسود هو خير لباس يرتديه العقل، ففيه يصعد الإنسان إلى مرتبة العظام الكرام.
بنيتي! إن الكتاب يطوي العالم بين دفاته، يجتاز الحدود كلها ليعبر إلى عقول الآخرين، يفك قيود عقل الإنسان لينطلق إلى مرابع الحياة، يصنع ويبني ويؤسس أوطاناً، لأن الكتاب قد هذب عقله وجعله ذواقاً بنّاءً، واضح الأهداف والمرامي.
بنيّتي! اقرئي! لأن القراءة تبعث العزيمة وتحرك همم الشجعان، وتصلح سوء الخلق، وأيضاً للقراءة سحر الاغتسال بالماء، تروض النفوس الغاضبة، وتطمئن القلوب الحزينة.
بنيّتي! عندما تقرئين كوني كشجرة مثمرة تعطي مثلما تأخذ! انقدي وأضيفي! فهذا حق وواجب مفروضٌ عليك، فبه تفتح طرق نفع المجتمع عن طريق البحث والبناء.

ودولة السيف لا تقوى *** ما لم تكن حليفتها دولة الكتب
 
 
كلمات مأثورة من أدباء ومثقفين في القراءة و الكتاب







لن يكون هناك بلد متحضر حتى ينفق على الكتب أكثر مما ينفق على شراء "العلكة".
البرت هيوبارد


الكتاب الجيد يُقرأ مرة في سن الشباب ومرة في سن النضج ومرة أخرى في الشيخوخة، كالبناء الجميل الذي يجب أن يُشاهد فجراً وظهراً وتحت ضوءالقمر..روبرتسون دافيس


غرفة بلا كتب كالجسد بلا روح.جيلبرت كيث تشيسترتون


من لا يقرأ شيئاً على الإطلاق أكثر ثقافة ممن يقرأ الصحف فقط.توماس جيفرسون


الكتب التي نقرؤها يجب أن نختارها بعناية فائقة وبهذا نكون كالملك المصري الذي كتب على مكتبته: "عقاقير الروح".أوليفر ونديل هولمز


القراءة بلا تفكّر كالأكل بل هضم.أدموندبيرك


كثير من الكتب لا تتطلب تفكيراً كبيراًممن يقرأها، لأنها ببساطة لم تكلف كاتبها ذلك.تشارلزكولتون


اقرأ كثيراً ، لا العديد من الكتب..غوستاف فلوبير


الكتب ليست أكوام من الورق الميت.. إنها عقول تعيش على الأرفف..غيلبرتهايت


الكتب ليست أثاثاً للمنزل، وليس أجمل منها زينة له.هنري بيشر


الكتاب هوالمعلم الذي يعلم بلا عصا ولا كلمات ولا غضب.. بلا خبز ولا ماء.
إن دنوت منه لاتجده نائم وإن قصدته لا يختبئ منك.. إن أخطأت لا يوبخك
وإن أظهرت جهلك لا يسخرمنك.
إليزابيث براوننغ


كتب التاريخ التي لا تحتوي على أكاذيب كتب مملة للغاية.أناتولفرانس


كن سيد الكتب لا عبدها، اقرأ لتعيش ولاتعش لتقرأ.ادوارد ليتّون


يمكن للكتب أن تفسدنا كما يفسدنا الصاحب.هنري فيلدينغ


ليس عليك أن تحرق الكتب لتدمر حضارة، فقط اجعل الناس تكف عن قراءتها ويتم ذلك.راي برادبوري


الجريمة الأخطر من حرق الكتب هي عدم قراءتها.جوزيفبرودسكاي


امتلاك الكتاب يصبح بديلاً عن قراءته.
انتوتي بورغيس


القراء ليسوا أغناماً، وليس كل قلم يغريهم..
فلاديمير نابوكوف


هناك شيئان يحفزان على القراءة.. متعتها والتفاخربها
برتراند راسل

هناك تعليقان (2):

  1. سمير الاسماعيلي12 ديسمبر 2012 في 7:59 ص

    القراءة وسيلة هامة من وسائل تحقيق الثقافة و التقدم الحضارى

    ردحذف
  2. القراءة هي مفتاح التقدم والرقي مثلما ذكرت أخي سمير الاسماعيلي ، وتقدم الأمم لا تقاس بالبنايات وناطحات السحاب وإنما بعدد قراءه ومثقفيــــه ، تحياتي لك وأشكر لك متابعتك للمدونة

    ردحذف

التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها في الموضوع

أشر إلى المصدر عند النقل. يتم التشغيل بواسطة Blogger.